خاص بالأولى علوم: الرغبة والسعادة

المحور الثالث: الرغبة والسعادة

إشكال المحور: ماعلاقة الرغبة بالسعادة؟ هل تحقيق الرغبات يفضي إلى السعادة؟ ومادامت الرغبات تتجدد باستمرار، فهل السعادة تتمثل في السعي الدائم وراء تلك الرغبات أم في الإشباع الآني لها؟ ألا يمكن للرغبة أن تؤدي إلى الشقاء؟
أطروحة الفارابي:
يرى الفارابي أنه إذا كانت اللذة هي الغاية من وراء كل فعل، فإن القبيح سيصير سهلا علينا فعله، ويميزبين لذات حسية كالتابعة لمسموع أو منظور إليه...وأخرى مفهومة عقلية مثل التابعة للرئاسة والتسلط والعلم... وعامة الناس يتبعون الرغبات المفضية إلى اللذات المحسوسة ،اعتقادا منهم أنها هي غاية الحياة وهي السعادة. لكن النظر والتأمل بين أن هذه اللذات المحسوسة هي الصادة لنا عن أكثر الخيرات، وهي العائقة عن أعظم ماتنال به السعادة.

أطروحة: "أبيقور":
يرى "أبيقور" أن الرغبات أنواع، منها التافه، الطبيعي، والضروري. وأن قمة الحياة السعيدة هي سلامة الجسد وهدوء الروح. لذلك نرغب في اللذة ونتجنب الألم. فاللذة تكون هي بداية الحياة السعيدة ونهايتها. فهي مانبحث عنه باستمرار.
إلا أنه لا ينبغي البحث عن اللذة كيفما كانت، ولا ينبغي أن نتجنب الألم كيفما كان. ذلك أننا نستخف ببعض اللذات خاصة عندما تكون لها عواقب غير مرغوب فيها، ونرغب في بعض الآلام حيث تكون اللذة التي تعقبها أكبر منها.
أطروحة "كانط":
إنه رغم وجود رغبة لدى كل إنسان لكي يصبح سعيدا، فليس في وسعه في أن يفصح بشكل دقيق عما يريده وعما يرغب فيه. فالسعادة تبقى مفهوما غامضا يصعب تحديده. والسبب في ذلك يرجع إلى أن العناصر المرتبطة بهذا المفهوم هي عناصر من طبيعة تجريبية، أي تصدر عن تجربة فقط.
إن السعادة ليست مثالا من صنع العقل، بل من صنع خيال مؤسس على مبادئ تجريبية فقط، ننتظر منها بدون جدوى أن تكون قادرة على تحديد الفعل الذي سيحقق مجموع سلسلة من النتائج هي في الواقع لامتناهية. إن السعادة مرتبطة بإرادة غير قارة.
أمثلة "كانط":
رغم أن مفهوم السعادة يستدعي حدا أقصى من العيش الرغيد:
هل يريد الثروة؟ كم هي الهموم التي سيجلبها لنفسه؟
هل يريد مزيدا من المعرفة؟ ربما سيشحن رغباته بحاجات جديدة، ويجد الكثير من الصعوبة في تحقيقها.
هل يريد حياة مديدة؟ من سيجيبه بأن ذلك لن يكون سوى عذاب طويل؟