كيف تعبر عن ذاتك!

كيف تعبر عن ذاتك!




بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام علي الحبيب المصطفي و علي آله و صحبه أجمعين
إن الله خلق الذات الإنسانية و خلق لها خواص كثيرة,و لكل نفس طريقة للتعبير عن ذاتها, الغضب,الفرح,الحزن, السعادة, اليأس, الحيرة,القلق,كل هذه حالات نعيشها و كل فرد منا له طريقة خاصة في التعبير عن هذه الحالات و غيرها,فمن الناس من يمتلك الموهبة كالكتابة أو الرسم,أو ممارسة أي نوع من الرياضة,و بهذه الطريقة يستطيع بعض الناس التعبير عن ذواتهم و احساسهم, المشكلة تكمن في الذين يعجزون عن التعبير عن أنفسهم بطريقة صحيحة,ربما لأنهم لا يستطيعون اكتشاف ذواتهم,أو أي موهبة تعبر عنهم,و في هذه الحالة يشعروا بالضيق و عدم القدرة عن اخراج الطاقة الكامنة بداخلهم,هنا تواجه هذه المجموعة طريقين:
1.إما الصمت و هو قنبلة موقوتة انفجارها متوقع في أي لحظة و لا نستطيع آنذاك تقدير العواقب لأن هذا الصمت ربما يؤدي إلي الإنحراف و الضياع و اليأس.
2.و إما اجراء عدة محاولات فاشلة للتعبير عن الذات,و سبب فشلها هو عدم تنظيم عملية التفكير و التسرع,و هذا ربما يؤدي إلي نتيجة الإحتمال الأول.
حل مشكلة التعبير عن الذات هو البحث داخل الذات نفسها عن ما تحب قبل الدخول في أي تجربة تكون نتيجتها الفشل,ربما يدعي شخص أنه يستطيع أن يعبر عن ذاته بالكتابة ثم يكتشف أنه لا يستطيع ذلك فيزيد هذا من حيرته و عجزه,لا أدعو في رسالتي إلي الخوف من التجربة,فمن منا لم يجرب و فشل في تجربته,و الجدير بالذكر أن النفس الإنسانية مليئة بالألغاز و ربما يقضي إنسان عمره في البحث عن ذاته ثم يرحل بدون أن يكتشفها, فالهدف الأساسي من الحياة هو اكتشاف ما نريد و ما نحب,فعلينا أن نجرب و لكن هناك خطوات يجب أن نتبعها حتي نتفادي الخطأ قدر المستطاع:
1.الإيمان التام أن الله منح النفس الإنسانية القدرة في التعبير عن ذاتها,فلا يأتي شخص و يقول أنه لا يستطيع التعبير عن ذاته.
2.لا تقارن نفسك بالآخرين في كل شئ لأن هناك فروق فردية فربما تجيد شئ,لا يجيده آخر و العكس صحيح.
3.ابحث عن ذاتك في حياتك السابقة و قارنها بالحياة الحالية,ربما تكتشف شيئاً كنت تستخدمه في الماضي للتعبير عن ذاتك ثم أهملته لفترة فربما تكتشف أنك تحتاج إليه الآن,و تخيل شكل المستقبل و حاول تفادي العيوب و إصلاحها.
4.لا تضيع الكثيرمن الوقت في الأحلام و لكن حولها إلي واقع ملموس و تعايش مع الواقع و واجهه بدون خوف.
5.حدد هدف لنفسك يدور حوله محور حياتك,فتكون حياتك هي محاولات دائمة للوصول لهذا الهدف,و ما تريد التعبير عنه من فرح أو حزن أو خوف أو اطمئنان متعلق بهذا الهدف,فلا يصيبك يأس و لا تغتر بنصر في جولة,و اعلم أن العشواءية و عدم و جود هدف من أسباب ضياع الذات,فالهدف يمثل عماد الحياة.
6.أحسن أنواع الفشل هو ما تستنتج منه عيوبك.
7.حاول أن تشارك من هم ذوي خبرة من أقربائك أو معارفك للبحث عن ذاتك,فالذكي هوالذي يعايش تجارب الآخرين و يتعلم منها.
إذا آمنا أن لكل شخص منا ذات خاصة به,تختلف عن الأخرين في التعبير,فلا يجب أن نغفل أن النفوس البشرية تتفق في أنواعها فنجد الرومانسيين,و العمليين الذين ليس لديهم وقت للعواطف أو لا يعترفون بوجودها, و الواقعين,و بالطبع يختلف رد فعل الرومانسيين عن الواقعين في التعبير عن الذات,و لأنأخذ هذا مثال لنقول أن الطبيعةالبشرية لها دور كبير في اختيار الطريقة التعبيرية المناسبة,فربما يلجأ الواقعيون إليحلولفورية لا تأخذ وقت فلا يميلون إلي الخيال مثلاً(احلام اليقظة) للتعبير عن ذاتهم,وحتي لو فشلت المحاولات لا يصيبهم اليأس, علي عكس الرومانسيين الذين دائماً يميلون إلي طرق فردية تأثيرها لا يشترك فيه أحد غيرهم ككتابة خواطر أو شعر يتحدثون فيها عن ما يشعرون به و عادة لا يحبون أن يطلع أحد علي هذه الكتابات,و ربما يلجأون إلي أحلام اليقظة التي ذكرناها من قبل و هي سلاح ذو حدين و قد أشرت إلي رأيي فيها عندما شاركت في موضوع(هل تعاني من تخيلات ينسجها خيالك_قسم المساندة النفسية|للأخت جنة الفردوس|_أسألوا الله لها الشفاء العاجل _ ) بما إني كنت من الذين تأثروا بأحلام اليقظة كلا التأثيرين الجيد و السئ و هي تعتمد علي كيفية تعاملنا كأشخاص مع هذه الظاهرة,فكان تأثيرها علي في البداية سلبي ثم عندما جائتني الفرصة لأشعر أن ما أتخيله يصبح سطوراً تقرأها الناس,بدأ التأثير الإيجابي يزيد و يقل التأثير السلبي لها و هذا لأني أؤمن أن هناك طرق أحسن من أحلام اليقظة للتعبير عن النفس و هذا من خلال تجربتي.
و من هذا المثال نصل إلي نقطة أخري و هي لو نجحنا في اختيار طريقة التعبير عن الذات مناسبة لنا,هل يصبح لها آثار سلبية علينا أو علي من حولنا! و إذا كان هل نستطيع تحويل السلبيات إلي إيجابيات أم أن هذه السلبيات ستضطرنا للبحث عن طرية أخري!و من أي منظور نستطيع أن نقول أن هذه الطريقة مناسبة,أو غير مناسبة!هذا يعتمد في المقام الأول علي مدي تفاعل صاحب الطريقة التعبيرية و المحيطين به مع هذه الطريقة,فلو افترضنا أن شخص يعبر عن نفسه بالصوت العالي علي الآخرين و العصبية و إصدار أحكام خاطئة,فهنا هو يستريح و لكن المحيطين به في هذه الحالة يصيبهم ضرر,أو ربما يفرج عن نفسه بتكسير الزهريات فيحدث خسائر مادية,ففي هذه الحالة من الواجب عليه تغيير طريقته التعبيرية,و يختار وسيلة أقل ضرراً كلعب احدي الأعاب الرياضية التي يخرج من خلالها كل طاقته,و كل طريقة نختارها علينا أن نقيمها لا من ناحيتنا فقط و لكن من ناحية الآخرين أيضاً.
و نصل إلي النقطة الأخيرة,و هي الهدف من هذا المقال و هو لا يتعلق بالبحث في الذات عن الطرق التعبيرية فحسب و لكن لطرح سؤال هام و هو ما الهدف من التعبير عن الذات! هل هو إخراج طاقة مكبوتة فحسب!معظم الناس تستخدم الطرق التعبيرية أياً كانت لإخراج الطاقة الكامنة بداخلهم و لكن القليل من ينظر إلي الموضوع بشكل آخر و هو استخدام هذه الطرق لأهداف أخري كنشر الخير أو الذي يصبح في أرذل العمر و يقضي الوقت في كتابة خلاصة تجربته في الحياة ليستفيد منها الآخرون و هذا بدلاً من أن يصيبه اكتئاب مثلاً,أو كالذي فشل في دخول كلية معينة ,فأخذ يقرأ كتب تتعلق بهذه الكلية,و يعوض احساس النقص الذي اصابه,و في النهاية يفيد الناس بكلا المجالين,الذي تخصص فيه و الذي أحبه فتصبح الإستفادة مزدوجة, نعلم جميعاً أن الله خلقنا لنعبده كما قال في كتابه العزيز,و إن كانت الإستفادة من التعبير عن الذات هو تحقيق استفادة لهذه الذات,فوضع الآخرين في الإعتبار يزيد من حجم الإستفادة للجميع.
و ختاماً أسأل الله لي و لكم أن نسير في طريق الخير دائماً و صلي الله و سلم علي الحبيب المصطفي و علي آله و صحبه أجمعين.